جامعة الأزهر – غزة
كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية
قسم العلوم السياسية
الدراسات العليا
بحث حول
تحديات الأمن القومي العربي ومستقبل العلاقات العربية – الإسرائيلية
مقدم لمادة الأمن القومي والقضية الفلسطينية
تحت إشراف
الأستاذ الدكتور/ كمال محمد محمد الأسطل
إعداد الطالب
نعمان عبد الهادي فيصل
مارس/ 2010
المقدمة:
بعد انهيار إمبراطورية الرجل المريض (الإمبراطورية العثمانية) التي كانت تضم في ربوعها من أطراف الصين إلى أبواب فرنسا، وكل هضبة إيران – سجستان وخراسان وفارس إلى جانب العالم العربي بتحديده الحديث.. ومع بداية الاستعمار الغربي للبلاد العربية، وإقامة الدولة اليهودية على أرض فلسطين وطرد أهلها.. كان رأس الداء وأصل البلاء في تمزيق الأمة العربية وتشتيت كلمتها.
وما تزال مسألة الأمن القومي العربي الأمل المنشود لدى الأمم والشعوب لتأمين القوة العسكرية للمحافظة على أرضهم وخيراتهم وحريتهم.. وقد ظل مفهوم الأمن القومي العربي منذ قيام الجامعة العربية عام 1945 وإلى يومنا هذا حبراً على ورق، يتراوح بين الأماني القومية صعبة التحقيق على أرض الواقع؛ فالأحداث التي واجهتها الأمة العربية بالأمس القريب، أثبتت للقاصي والداني عدم وجود هذا المفهوم إلا في عقول المفكرين حيث جاءت الحرب الأمريكية الأخيرة على العراق الشقيق، وكذلك العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في شتاء 2008 لتكشف بوضوح عجز الدول العربية على بلورة تصور أمني وإقليمي متكامل للدفاع عن العروبة.. مؤكدين مقولة لمايلز كوبلاند مؤلف كتاب لعبة الأمم: (أن أهمية العروبة تأتي كونها أسطورة وليست حقيقة).
كيف يمكن الحديث عن الأمن القومي العربي في الوقت الذي ترفض إسرائيل مبدأ الأرض مقابل السلام وتعتبر الأرض العربية المحتلة حقاً مقدساً لإسرائيل تبني فيها ما تشاء من المستوطنات عملاً بكلمات التوراة: (الأرض التي تدوسها أقدامكم فهي لكم)، وتستخدم قدراتها العسكرية المتنوعة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، على مسمع ومرأى من العالم دون أن يكترث أحد من القادة العرب، بل أكثر من ذلك عجزهم الاتفاق على عقد قمة عربية للتباحث في كيفية الرد على العدوان الغاشم.
إن هذا العجز ما هو إلا انعكاس لتهالك المؤسسات العربية، إذ ليس هناك اتفاق على ما تمثله إسرائيل من تهديد وإستراتيجية للحرب من قبل العرب ليس إلا سوى دعوات ومبادرات للسلام.. كما لا يوجد إدراك لماهية الأمن القومي العربي ومقوماته ومصادر تهديده وكيف مواجهته..
نحن العرب في قلب منطقة حيوية بالنسبة للإستراتيجية العالمية.. والكل يقدر ذلك ويعرفه.. ولكن بقي أن نعرف نحن هذه الأهمية ونقدرها حق قدرها، وأن نعمل على استثمارها استثماراً جيداً، وهذا الاستثمار ممكن ولكن لن يتم ذلك إلا من خلال عمل جماعي وجهود مشتركة.. والتناقضات العربية الحالية حالة مؤقتة لأنها ضد طبيعة الأشياء.. ولذلك فانه يمكن تخطيها في سبيل القيام بأي عمل جماعي؛ فكل أبناء الأمة الواحدة يتعطشون إلى الوحدة ويتطلعون إلى الاستقلال العربي العربي، ويحلمون باليوم الذي يعيد العرب فيه مجدهم الغابر في تحرير ما أحتل من أجزائه على ركيزة الأمن القومي العربي.
مشكلة البحث:
– ما هي التحديات التي يواجهه النظام العربي في إقامة منظومة للأمن القومي العربي.
– ما هو دور الجامعة العربية في تشكيل الأمن القومي العربي، وما هي المشاريع المقترحة في ذلك.
– هل كان لقيام إسرائيل في قلب الأمة العربية سبباًُ في عجز القادة العرب على إقامة منظومة للأمن القومي العربي.
– ما دور إسرائيل في إجهاض الأمن القومي العربي.
– ما هو مستقبل العلاقات العربية – الإسرائيلية وانعكاساتها على المستقبل العربي.
فرضيات الباحث:
1- حالت التهديدات التي تحيط بالأمة العربية من تحقيق الأمن القومي العربي.
2- العدو الرئيسي للأمة العربية (إسرائيل)، إذ لعبت دوراً رئيسياً في تشجيع الحركات الانفصالية وتمزيق الوحدة العربية والأمن القومي العربي.
3- قيام تجمعات جديدة في قلب الأمة العربية كمجلس التعاون الخليجي واتحاد المغرب العربي أدى إلى انتكاس جهود الأمن القومي العربي.
4- أخفقت الجامعة العربية في النهوض بالأمن القومي العربي وتحقيق الوحدة العربية واقعياً.
5- سيكون مستقبل العلاقات العربية – الإسرائيلية على قاعدة التعاون من خلال عملية التطبيع الإسرائيلي العربي وصولاً إلى اندماج إسرائيل في الوطن العربي.
الأهداف:
- رسم صورة كلية للتحديات التي يواجهها الأمن القومي العربي.
- تحليل واستشراف العوامل المختلفة التي تؤثر في قيام الأمن القومي العربي.
- معرفة خصائص وسمات النظام العربي الراهن، وتحديد المشاكل التي تعيق ميلاد الأمن القومي وتوضيحها.
- الاستفادة من تجارب الغرب في إقامة الاتحادات والأحلاف.. ووضع تصورات وخطط مستقبلية واتخاذ قرارات مناسبة في مشاكل ذات طبيعة متشابهة، والوصول إلى تعميمات تفيد ذلك.
- الوقوف عند الأطراف التي تساهم في إفشال الأمن القومي العربي.
- معرفة مستقبل العلاقات العربية الإسرائيلية في ظل التغيرات العربية.
أهمية الدراسة:
رأيت في كتابة هذه الدراسة بأنها جديرة بالاهتمام والبحث؛ كونها تتعلق بمصير أمتنا العربية التي نحن جزء منها؛ ونتأثر فيها إيجاباً أو سلباً؛ ويمكن لهذه الدراسة أن تقدم إضافة متواضعة في تشخيص التحديات التي تواجهها الأمة العربية في إقامة منظومة للأمن القومي العربي، ووضع النتائج والتوصيات اللازمة للحل.
منهجية البحث:
إن استخدام المنهج التاريخي ومنهج الوصف التحليلي في هذا البحث سيؤدى إلى فهم أفضل ومعمق للتعريف بمشكلة البحث وتحليلها وتفسير النتائج.
حدود البحث:
أ. الحد المكاني: الوطن العربي.
ب. الحد الموضوعي: دراسة التحديات الراهنة للأمة العربية ومستقبل العلاقات العربية الإسرائيلية مع الكيان الإسرائيلي.