الرئيسية / مناهج جامعية / مساقات جامعية / الأقليات والإبعاد الاجتماعية للأمن القومي العربي – إعداد الطالب : عز الدين عبد الله أبو سمهدانة

الأقليات والإبعاد الاجتماعية للأمن القومي العربي – إعداد الطالب : عز الدين عبد الله أبو سمهدانة

بسم الله الرحمن الرحيم

جامعة الأزهر – غزة.

الدراسات العليا.

قسم العلوم السياسية .

بحث عن:

الأقليات والإبعاد الاجتماعية للأمن القومي العربي

إعداد الطالب:                                                

عز الدين عبد الله أبو سمهدانة

تحت إشراف:

  أ.د. كمال الاسطل.

2010م

مقدمة:

يأتي البحث في مشكلة الأقليات من أن العالم كله  يشهد ما يمكن تسميته بصحوة الأقليات  القومية والعرقية وهى ليست ظاهرة جديدة في منطقة الشرق الأوسط عموما والوطن العربي على وجه الخصوص. إذ  أن معظم الصراعات الأهلية العربية المسلحة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية كانت حول هذه المسالة , بل أن ما نعتقد انه الصراع الرئيسي في المنطقة وهو الصراع العربي حول فلسطين لم يستنزف من الدماء العربية قدر ما استنزفته الصراعات الأهلية العربية المسلحة ,فهذه الأخيرة قد استنزفت ثلاثة أميال ما استنزفه الصراع العربي الاسرائيلى .

وفى السنوات الأخيرة و خاصة بعد الغزو الامريكى على أفغانستان والعراق بدأت المخاوف من اندلاع حرب عامة في الشرق الأوسط تتمتع بقدر من المصداقية وهذه الحرب المحتملة والتي ترد في معظم السيناريوهات الغربية تكتسب أهميتها في الأساس من الطبيعة الانفجارية لمسالة

 الأقليات , كما أن حرب العراق على حد قول الباحثين في الغرب ” وقرت جيل جديد من الأرهابين تم تدريبه وصقله بمهارات قتالية تؤهله فور الانتهاء من العراق إلي تحويل نشاطه نحو الولايات المتحدة وحلفائها في الغرب “, وهى مقولة يرد عليها بحقيقة أن طغيان المسالة الوطنية في وجه الاحتلال الامريكى للعراق والتوترات الطائفية والاثنية التي أججتها ممارساتها الخاطئة في إدارة شؤون هذا البلد هي التي أشعلت  خليط المقاومة الوطنية والإرهاب معا.

وهى التي أيقظت النزعات القبلية الدينية والأثنية ,وهذا الأمر مهما يكن لا يعفى النظام العراقي السابق من مسئولية الفشل في إيجاد الصيغة الأمثل لحل مسالة الأقليات ومن المفترض انه يحرض بقية الأنظمة في الشرق الأوسط للاستفادة من الدرس قبل فوات الأوان .

وبالرغم من أهمية مسالة الأقليات وحجمها إلا أنها ظلت من الموضوعات المسكوت عنها أو من القضايا المرحلة ولم تحظ ألا بالقليل من اهتمام الباحثين العرب وربما عزوفهم عن بحث هذه المسالة يرجع لمدا غموضها وحساسيتها البالغة وأي تكن الأسباب فان إهمال دراسة وبحث هذه المسالة لم يعد مبررا.

ولسنا  بصدد تبرير هذه الدراسة أو حشد الدوافع التي تقف وراءها فهي كثيرة وعميقة وخطيرة أيضا ولها من المقتضيات الراهنة والمستقبلية ما يطول تعداده وشرحه. ولكن حسبنا إن نكرر السؤال البديهي نفسه الذي طرحها جيوفانى دوينينى في مقدمة دراسته “الأقليات في منطقة البحر المتوسط”,فقد استشهد بسؤال وجواب أخر للإجابة عن :لماذا نهتم بالأقليات قائلا :يمكننا أن نجيب باستعمال ذلك الرد الشهير لأحد متسلقي جبل “الايفرست”Everest الأوائل والذي سؤل عن سبب الحاجة في الصعود إلى قمة اعلي جبل فلعالم فأجاب قائلا لأنها موجودة.

فالأقليات كذلك موجودة وهذا كافي لتبرير الدراسة بشأنهم .

ولعل أهم ما يميز هذه الدراسة هو أنها أفادت من أهم ما كتب بشأن الأقليات عربيا وأجنبيا سعيا إلى بلورة اكبر عدد ممكن من المقاربات بشان هذه المسالة وصولا إلى اشد الصور وضوحا وأكثر الحلول نجاعا ومن بين ما يميزها التطرق لبحث توترات حديثة لم يسبق تناولها كالتزوير والحروب التي وقعت في صعده شمال اليمن منذ صيف العام 2004 م وحتى العام 2008م والتي لا تخلو من نزعة دينية وطائفية تم توظيفها سياسية وكذلك توتر الأوضاع في جنوب اليمن منذ أكثر من عامين وهو توتر مرشح لتصاعد والتفاقم والتوسع محليا وخارجيا إن لم يتم حله وطنيات وهو توتر على خلفية سياسية وعسكرية وحرب أهلية اندلع في صيف 1994م وأدت بعد مرور العقد والنصف لاستدعاء النعة الاثنية والمنطقية وبروز الرغبة في الانفصال وتقرير المصير.

وهنا يحضر المفهوم السياسي للفظة “الأقلية “وليس المفهوم الكمي /العددي فالجنوب اليمنى كان إلى ما قبل قيام الوحدة في 22/5/1990م دولة مستقلة(جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية )معترف بها عالميا ولها مقعد في الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومختلف المنظمات الدولية ,و حاليا يعانى الجنوبيون من الاضطهاد ومصادرة حقوقهم بفعل ممارسات السلطة بطريقة المنتصر والمهزوم ,وفرضت بما تسمى ب”سلطة يوليو” سياسة الأمر الواقع منذ حرب 1994م بما تحمله هذه السياسة من ضم وإلحاق وغبن وانتقاص للمواطنة.

وعليه فأن هذه الدراسة تسعى إلى بلورة مسالة الأقليات بصورة شبه مكثفة بتتبع مختلف الدراسات والاجتهادات التي انصبت عليها , معتمدة سبر المصطلحات وتنقية المحددات و المفاهيم الخاصة بهذه المسالة وصولا إلى رؤيا أكثر وضوحا بشأن الحلول المرتجاة للمشاكل التي تفرزها هذه المسألة المعقدة بغية التماس سبل تخفيف التوترات الدينية والأثنية في منطقة الشرق الأوسط المتوافر على مسالة الأقليات بمختلف إشكالها ومشاكلها بكل ما تنطوي عليه من أهمية كبيرة سبق الإشارة إليها إضافة إلى العامل السياسي الخطير الذي تحتويه المسالة بوصفها”ورقة ضغط سياسي” استعملت في الماضي واحتمال استعمالها بنحو أخر أمر وارد جدا, وتأكد مصادر مطلعة إن الرئيس الامريكى الجديد ذا الأصول الافريفية المسلمة باراك حسين اوباما من المهتمين جدا بشئون الأقليات حول العالم وها هو يبدأ بقيادة الدولة الأقوى عهد جديد بشعار “التغيير”change .الذي يؤمل أن لا  يكون شعارا بغير مضمون وخاصة على مستوى السياسة  الخارجية للولايات المتحدة , كما أن الحزب الديمقراطي في أمريكا تتميز بتلون طيفه السياسي الذي يأتي من انشراح صدره على أقليات مختلفة ومتعددة .ولا نغفل الإشارة إلى أهمية الأقليات لجهة الأثرياء الذي تحدثه في المجتمع , فالمجتمع المتشكل من أناس مختلفين في اللون والقومية والنسب , ويجرى الاختلاط فيما بينهم بحرية وكثافة ويتبادلون أعرافهم وعادتهم وآدابهم ورؤاهم تحدث فيه التطورات الاجتماعية أكثر من المجتمعات المتجانسة .

 

السابقة Prev1 صفحات 7
افتح الصفحة التالية للمزيد....

عن admin

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

القواعد العسكرية الأجنبية وأثرها على الأمن القومي العربي

...