بسم الله الرحمن الرحيم
جامعة الأزهــــر بغزة
عمادة الدراسات العليا
قسـم العلوم السـياسـية
بحث في:
الأقليات والأبعاد الاجتماعية للأمن القومي العربي
“إثارة منطق الأقليات بالوطن العربي”
مقدم لمادة:
الأمن القومي العربي والقضية الفلسطينية
إعداد الطالبين:
– أسامة دامو
– سعدي الدبور
تحت إشراف :
أ.د. كمال الأســـطل
غــزة 2007
مقدمة:
تضم معظم دول العالم أقليات كبيرة متنوعة بأصولها أو ثقافتها أو ديانتها , إذ نادرا ما نجد في دولة متجمعا أحادى الدين واللغة , ولا يؤدى وجود أقلية دينية , أو عرقية , أو مذهبية بالضرورة إلى قيام معضلة سياسية , والى بداية حرب أهلية , فهناك الأقليات التي استطاعت إن تتعايش بالمجتمع الكائن والتكيف علية .
في خضم هذه الازدواجية في اللغة والدين انغمس الوطن العربي كغيرة من مراكز العالم في خضم خوض الصراع مع الأقلية الموجودة داخل الكيان أو البلد العربي , كالافلية الكردية في العراق وسوريا ومسألة تهديدها للأمن القومي العراقي , من الناحية السياسية والعسكرية , وأيضا الأقلية المهاجرة من جنوب شرق أسيا التي تهاجر إلى الخليج العربي وما تنتج عنة من مخاطر اجتماعية للبلد الخليجي من هذه الفئة , وأيضا الأقلية القبطية في مصر والأقلية الامازيغية في الجزائر , والأقلية المسيحية الموجودة في جنوب السودان.
ومع إن مسألة الأقليات وما ينجم عنها من إعمال عنف ونزاعات داخلية في بعض الأقطار العربية , ليست الظاهرة السلبية الوحيدة في الواقع العربي , بقدر ما هي جزء من مشكلات عدة يعانيها الأمن القومي العربي , من قبيل التجزئة القطرية وتراجع آليات العمل العربي المشترك واستفحال المشروع الامريكى الصهيوني في الأرض العربية وتكرس حالة التبعية السياسية والاقتصادية للقوى الخارجية وضياع الموارد العربية وحالة التخلف وقصور برامج التنمية والتوزيع العادل للثروات وغياب العدالة الاجتماعية والمشاركة السياسية وانتهاك حقوق الإنسان والتداول اللاشرعى للسلطة وسيادة الأنظمة الفردية ذات الطبيعة العصبوية, إلا أنة تبقى لمشكلات الأقليات خصوصيتها المميزة وحضورها الفعال من بين أكثر القضايا التي يعانيها الواقع العربي الراهن , نظرا لارتباطها بطبيعة العلاقة البنيوية السائدة في المجتمع العربي وفشل الكثير من النظم العربية في إدارة التنوعات الاجتماعية وتحيد عملية التثمير السياسي لها.
ولا شك إن الأمر يزداد خطورة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار دور المتغير الخارجي في تكريس مشكلة الأقليات في الواقع العربي , فالولايات المتحدة تستكمل اليوم الأدوار التي أدتها في السابق بريطانيا وبعض القوى الغربية لإذكاء حدة هذه المشكلات وتحذيرها عبر تكثيف دعمها لبعض حركات التمر في بعض الأقطار العربية , ولا شك فيه إن مشكلة الأقليات في الوطن العربي , من أهم واخطر المشاكل التي تواجها النظام السياسي في البلد , فرأينا كيف تحالفت الأقلية الكردية بالعراق ضد النظام البعثى الذي كان قائما , وأيضا الدور الاثيوبى والاغندى والاريتري والصهيوني في جنوب السودان , وكيف لعبت هذه الدول مصالحها على حساب النظام السوداني , وخطر الايدى العاملة المهاجرة في الخليج العربي على المنظومة الاجتماعية للإنسان العربي .