الأبعاد التكنولوجية للأمن القومي العربي
-إعداد طلاب بإشراف أ.د. كمال الأسطل
الفصل الأول
خطة دراسة :
مقدمة :
مشكلة الدراسة :
أهمية الدراسة :
أهداف الدراسة :
فروض الدراسة :
منهج الدراسة :
مجتمع الدراسة :
مصطلحات الدراسة :
مقدمة :
دخل الإنسان القرن العشرين وهو مزود بكم هائل من المعارف العلمية والتكنولوجية ، والتي أصبحت جزءاً مهماً من حياته اليومية . وقد تميز النصف الثاني من هذا القرن بإنجازات علمية وتكنولوجية غير المسبوقة في كل المجالات ، وها هي الإنسانية وهي تدخل القرن الحادي والعشرين تشهد تحولات جذرية ، وتغيرات أساسية ، فأشعة الشمس هي نفط الغد … والماء فحم المستقبل .
إن هذا القرن كان مليئاً بالأحداث العظام والتغيرات السياسية والاجتماعية والاقتصادية . وهو القرن الذي شهد العالم في نصفه الأول حربين عالميتين ، وقامت فيه الثورة البلشفية في روسيا ، ليقوم الاتحاد السوفيتي الذي انهار بعد قيامه بسبعين عاماً . وإلى جانب هذه الأحداث الكبرى كانت تطورات تكنولوجية هائلة يصعب حصرها وتعدادها (جامعة القدس المفتوحة ، 1998 ،ص15) .
جاءت لنا تكنولوجيا المعلومات بالروبوت الذي يدير المصانع ، ويتحكم في حركة المرور ويساعدنا على الأعمال المنزلية ويقوم بالأعمال الخطرة ، وها هو “الدكتور روبوت” يقوم حالياً بأدق العمليات الجراحية في العين والقلب . ونعتقد بأن روبوت المستقبل لن يكتفي بتقديم الخدمات ، بل سيتجاوز ذلك ليصبح كائناً مبدعاً ونداً للإنسان . وقد جاءت لنا التكنولوجيا أيضاً بالسواتل التي تجوب المئات منها الأجواء لتيسر لنا الاتصال بكل بقعة من بقاع الأرض ، وتنقل لنا الأخبار كل ما يجري في أي ركن من أركان المعمورة ، ولتغير بذلك مفهوم الزمان والمكان ، وتقارب بين الشعوب وتمزج الحضارات والثقافات ، وقد أصبح الكون على رحابته قرية كونية ، وجاءت الحواسيب والانترنت ، لتسهل عملية الاتصال بمراكز المعلومات ، ومراكز المال والأعمال ، وتيسر إمكانية العلاج عن بعد ، ومزاولة العمل من المنزل من دون الحاجة للذهاب إلى موقع العمل ، أو التوقيع في كشوف الدوام ، وهكذا تحولت منازلنا بفضل التكنولوجيا إلى أكواخ إلكترونية .
هذا قليل من كثير مما حققه التقدم العلمي والتكنولوجي في كل المجالات . وهكذا أصبح الإنسان مديناً لهذا التقدم في غذائه ، ودوائه ، وانتقاله ، وكسائه ، وعمله ، وراحته ، بل وكل مناحي حياته ، وأصبح كل فرد في هذا العالم على صله بالانجازات والابتكارات التكنولوجية المختلفة يتعايش معها ، وينعم بفوائدها ، أو يعني من بعض سلبياتها . ولم يعد بإمكان أحد أن يبقى بعيداً عن تأثيرها ، أو معزولاً عن تسارع خطاها .
وإذا كانت الشعوب في العالم المتقدم أكثر التصاقاً ومعايشة لأدوات التكنولوجيا الحديثة ، فإن شعوب الدول النامية ليست بمعزل عن هذه الأدوات ، والتي نجدها متاحة لكل من يريد الاستفادة منها شريطة أن يملك القدرة المادية على امتلاكها ، وتغطية كلفتها .
وإذا كانت التكنولوجيا قد أضفت سماتها الخاصة على الإستراتيجية وفن الحرب ، والعلاقات الدولية وكل شكل من أشكال علاقات التفاعل فإنها طبعت مفاهيم إدارة الصراع ، وإدارة الأزمة ، والأمن القومي ، وغيرها من المفاهيم بسمات خاصة حتى أصبح التطور في هذه المفاهيم يسير بخط متواز مع التطور التكنولوجي .
وفي هذا السياق يرى (هربرت شيلر) مؤلف كتاب “وسائل الإعلام والإمبراطورية الأمريكية” :”أن صناع القرار السياسي الغربيين انشغلوا بالبحث عن بدائل تضمن استمرار السيطرة الغربية ، وعلى وجه التحديد الأمريكية ، على الأوضاع الثقافية والاقتصادية الدولية ، فاستمر رأيهم على التكنولوجيا كبديل ، وتضمن هذه التكنولوجيا شبكات الحاسوب” ، بل وينذر بعض الباحثين بحر معلومات كونية ، وأن العالم الآن يشهد فصلاً آخر من فصول التاريخ الاستعماري ، تحاول فيه الدول الكبرى السيطرة على الدول الصغرى ، فبدلاً من السيطرة بالطائرات والمدافع وإنتاج المصانع ، ستكون السيطرة بالمعلومات وبنوك البيانات وبالكمبيوتر والانترنت (محمد غنيم ، 2003 ، ص13) .
تأسيساً على ما تقدم يمكن القول إن الثورة الثالثة بشكل عام وثورة المعلومات باعتبارها أهم مرتكزات هذه الثورة بشكل خاص أضفت على الأمن القومي أبعاداً حركية جديدة تحمل موكب القوة والضعف على حد سواء .
والآن ونحن على أبواب القرن الحادي والعشرين نتساءل .. هل تعدنا ثورة العلم والتكنولوجيا بيوتوبيا جديدة يديرها حاكم عادل ، ويعيش فيها شعب سعيد ، أم أنها ستؤدي إلى شقاء الإنسان ، وسقوط الحضارة ، وانهيارها ؟
ومما سبق فقد استشعر الباحث بأثر التقدم العلمي والتكنولوجي على الشعوب والأمم كافة وعلى الشعوب والأمم النامية خاصة ، وقد أراد الباحث تبيان أثر التكنولوجيا على الأمن القومي العربي ومن جميع مناحي الحياة فقام بهذه الدراسة والتي تتمثل في المشكلة التالية :