الرئيسية / استشارات وآراء / إدارة الأزمات : دعوة لإنشاء مركز وطني فلسطيني لإدارة الأزمات

إدارة الأزمات : دعوة لإنشاء مركز وطني فلسطيني لإدارة الأزمات

إدارة الأزمات : دعوة لإنشاء مركز وطني فلسطيني لإدارة الأزمات

تعريف الأزمة

كلمة أزمة Crisis كلمة يونانية وقد دخلت معظم لغات العلم. وفي لغة الحديث العربية أيضا حيث نقول “كريزة”. ومن الصعب تعريف الأزمة لن الكتاب درجوا على إستخدام هذا المصطلح بلا تمييز. فهناك أزمة قلبية وأزمة عاطفية وأزمة الخليج وأزمة ما يسمى بالشرق الأوسط وأزمة الطاقة وأزمة الديموقراطية والأزمة الحضارية…الخ. فالكلمة تستخدم على جميع المستويات الفردية والمحلية والإقليمية والعالمية على حد سواء. وقد أحصى أحد الكتاب عدد استخدامات كلمة أزمة في وسائل الإعلام فوجدها تربو على 120 استخداما.

وكان الكتاب المتخصصون في إدارة الأزمات يعرفون كلمة “أزمة” بأنها حدث مفاجئ غير متوقع ولا يستمر إلا لفترة قصيرة، ثم تغير التعريف للدلالة على فترة قد تمتد إلى سنين.

ويحدد قاموس Webster معنى الأزمة بأنها عبارة عن “فترة حرجة أو حالة غير مستقرة تنتظر حدوث تغيير حاسم. هجمة مبرحة من الألم. كرب أو خلل وظيفي”.

ومما يزيد من صعوبة التعامل مع كلمة أزمة أن الناس يميلون إلى استخدامها على علاتها كأنها كلمة واضحة لا تحتاج إلى تفسير أو تعريف.

 

علم إدارة الأزمات: علم جديد

 ويرى السفير الدكتور أحمد مختار الجمال إن إدارة الأزمات علم جديد، وبالرغم من أن المفهوم نفسه ليس جديدا تماما شأنه شأن الدبلوماسية التي كان يمارسها قدماء المصريين والإغريق والرومان دون أن يطلقوا عليها كلمة دبلوماسية. فإدارة الأزمات كانت ظاهرة مألوفة وتمارس في عصر توازن القوى الأوروبي ولكنها لم تكتسب أهميتها إلا في عصر أسلحة التدمير الشامل النووية والبيولوجية والكيماوية. وقد جعلت أزمة الصواريخ الكوبية عام 1962 من إدارة الأزمات شروعا واعيا، وبشرت بعلم جديد توافر العلماء والباحثون بعد ذلك على دراسته وتقنينه وإيجاد  منهج علمي له، نظرا لأهميته القصوى.

المدارس الفكرية لإدارة الأزمات

 يرى الدكتور أحمد مختار الجمال أنه توجد عدة مدارس لفكرية لإدارة الأزمات نذكر منها مدرستان:

المدرسة الأولى: تعادل إدارة الأزمة بالحل السلمي للأزمة. ويتحقق الهدف هنا بالسيطرة على الموقف وتجنب مخاطر جسيمة. فالأزمة وفقا لهذه المدرسة مرض خطير لابد من علاجه والشفاء منه بأسرع ما يمكن حتى لا يتفاقم ويؤدي إلى الوفاة. فإذا كانت الأزمة قد تؤدي إلى احتمالات الحرب فلابد من البحث عن بدائل سلمية لا تكون محفوفة بالمخاطر. وترى هذه المدرسة أن مصير كل دولة يتوقف على سلوكها وسلوك خصمها. ولهذا فإن المصالح المشتركة للطرفين في الأزمة يجب مراعاتها وتأكيدها.

المدرسة الثانية: تفسر إدارة الأزمات على أنها تدريب على شيء واحد هو الفوز.

وهذه المدرسة على العكس من المدرسة الأولى  ترى أن الهدف هنا هو إخضاع الخصم والحصول على امتيازات وعدم إعطاؤه أية تنازلات. وبهذا تتعزز مكانة الدولة وقوتها في الساحة الدولية. فالأزمة هنا ليست عارضا مرضيا ولكنها فرصة لتعظيم المكاسب. ولا يكون التركيز على الأزمة ولكنه على الخصم. والسؤال الذي تطرحه هذه المدرسة هو: هل سيخضع الخصم ويستسلم؟ ونسبة المكاسب إلى الخسائر تمثل المقياس الحاسم في الأداء. وبهذا تنظر هذه المدرسة إلى الأزمة باعتبارها مباراة صفرية Zero-sum-Game حيث المكاسب التي يجنيها طرف ما تعني بشكل تلقائي خسائر تنزل بالطرف الثاني. فإدارة الأزمة في مفهوم هذه المدرسة هي فن التأكد من أن إرادة الدولة ستسود، وأن مصالحها الحيوية سيتم المحافظة عليها بالكامل.

ومن الطبيعي أن تتعارض هاتان المدرستان تماما. إلا أن  النقطة الجوهرية في إدارة الأزمات هي أنها تحتوي على عناصر من الأنشطة التي تنادي بها المدرستان معا.

 

فـن إدارة الأزمات :

إدارة الأزمات هي فن أيضا بمعنى أن ممارستها تعتمد على أشخاص يتحلون بقدرات ومهارات خاصة منها القدرة على الإبداع والتخيل والتقدير السليم، والتمتع بأعصاب ثابتة بحيث لا تهتز أثناء وقوع الأزمات، فضلا عن سمات أخرى تنمو بالتدريب واكتساب المعارف وصقل المهارات.

السابقة Prev1 صفحات 4
افتح الصفحة التالية للمزيد....

عن admin

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*

x

‎قد يُعجبك أيضاً

إدارة الأزمات Crisis Management

...