العلاقة بين دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية في دستور دولة فلسطين
دولة فلسطين هي للفلسطينيين إينما وجدوا
(إطار نظري وسيناريوهات)
(2003)
د. كمال محمد الأسطل
أستاذ العلوم السياسية المشارك-جامعة الزهر بغزة
عضو لجنة دستور دولة فلسطين
بريد إلكتروني:
peacearab@yahoo.com
إن تفعيل لجنة دستور دولة فلسطين برئاسة الدكتور/ نبيل شعث وزير التخطيط والتعاون الدولي (نائب رئيس الوزراء ووزير الشئون الخارجية) وقرار الرئيس أبو عمار واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بضرورة العمل على صياغة مشروع دستور دولة فلسطين يتطلب النص على صيغة واضحة لطبيعة العلاقة المستقبلية ما بين دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية. و نظرا لعدم وجود توجه سياسي فلسطيني واضح حول العلاقة المستقبلية المتصورة بين دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية فإننا سنلجأ إلى تقديم عدد من السيناريوهات (الخيارات) المتصورة لتلك العلاقة. وسوف نقدم التصورات المختلفة للعلاقة التي قد تكون بين دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية. وكل ذلك لابد وان يكون واضحا في دستور دولة فلسطين.v
ويقوم هذا التحليل على فرضية بقاء منظمة التحرير الفلسطينية واستمرارها بشكل أو بآخر بعد تجسيد دولة فلسطين وبسط سيادتها على الأرض الفلسطينية. ولكن هذه الفرضية قد لا يكون موضع لها إذا كان هناك قرار سياسي فلسطيني بحل منظمة التحرير الفلسطينية بعد تجسيد الدولة. وعلى أية حال فإننا سنقدم عدد من التصورات في هذا المضمار.
العلاقة بين دولة فلسطين ومنظمة التحرير الفلسطينية (سيناريوهات)
لابد من الإشارة إلى أن هذا التحليل يقوم على فرضية بقاء منظمة التحرير الفلسطينية وقيامها بدور معين بعد تجسيد دولة فلسطين. (وفي حالة وجود قرار سياسي بحل منظمة التحرير الفلسطينية فإن هذا التحليل يصبح لا موضع له).
كما يجب ان ننبه إلى ما يلي:
1- أن دولة فلسطين هي لجميع الفلسطينيين أينما وجدوا داخل او خارج فلسطين.
2- أن تقسيم الشعب الفلسطيني إلى قسمين: قسم تمثله الدولة وقسم تمثله منظمة التحرير الفلسطيني شيء خطير وينبغي التنبيه من محاذيره.
3- إن أفضل صيغة نراها أن تتحول المنظمة إلى جبهة حزبية داخل الدولة أو ان تتحول إلى ما يشبه الوكالة الفلسطينية (تشبه الوكالة اليهودية في علاقتها مع دولة إسرائيل) تقيم علاقة مع دولة فلسطين وفقا لصيغة متفق عليها من حيث توزيع الأدوار.
4- أن دستور دولة فلسطين يجب أن يتطرق لصيغة العلاقة ما بني المنظمة والدولة.
هناك عدد من القضايا التي تحتاج إلى رؤية وحسم وسياسات وتوجهات من قبل القيادة الفلسطينية تتعلق بتجسيد الدولة الفلسطينية . ومن بين هذه القضايا ما يلي:
(1) ما هي العلاقة بين منظمة التحرير الفلسطينية وحكومة الدولة الفلسطينية المعلنة؟ هل ستكون م.ت.ف. مرجعية عليا لحكومة دولة ذات سيادة؟ هل ستستمر العلاقة بين حكومة فلسطين وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية على نفس النمط الذي يحكم العلاقة بين المنظمة والسلطة الوطنية الفلسطينية؟ وهل ستكون الدولة الفلسطينية –في حالة إعلانها- ممثلة للفلسطينيين في الشتات أم أنها ستمثل الفلسطينيين في الضفة والقطاع وشرقي القدس فقط؟ وبعبارة أخرى: هل سيكون نطاق صلاحيات الدولة الفلسطينية شاملا لإدارة مصالح الفلسطينيين في كل مكان أم فقط مصالح جزء من الفلسطينيين المقيمين على جزء من أرض فلسطين؟ إننا نقترح أن تستمر منظمة التحرير الفلسطينية بعد الإعلان عن قيام دولة فلسطين ويكون نشاطها مشابها لنشاط المنظمة الصهيونية العالمية والوكالة اليهودية بعدما تم إنشاء إسرائيل. وهذه الصيغة للعلاقة ما بين المنظمة والدولة الفلسطينية سوف تحل إشكالية وجود جسد تمثيلي للشعب الفلسطيني موازي للدولة الفلسطينية. اننا نرى أن تكون الدولة الفلسطينية هي دولة الفلسطينيين أينما وجدوا سواء أقاموا داخلها ام خارجها. كما نقترح إجراء عملية إصلاح شاملة لمؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية نظامها الأساسي بما يتمشى مع متطلبات مرحلة ما بعد الاعلان عن قيام الدولة الفلسطينية.